كشف تقرير صدر أخيرا عن كونفدرالية قطاع الخدمات بإيطاليا بأن الإقبال على البيع بالتجوال بين الأجانب يبقى "ماركة مسجلة" باسم المهاجرين المغاربة، حيث تبلغ نسبة المشتغلين بهذا القطاع ما يفوق 60 في المائة من مجموع 57 ألف سجل تجاري مسجل باسم مغاربة مقيمين بإيطاليا.
وحسب التقرير ذاته، فإن عدد الوحدات الخدماتية التي تعود ملكيتها إلى المغاربة عرف في السنة الأخيرة زيادة بحوالي 4000 وحدة جديدة (7%) من أصل 13 ألف وحدة مسجلة باسم المقيمين الأجانب، ليتواصل بذلك تصدر المغاربة للجاليات الأجنبية في قطاع الخدمات بإيطاليا، وتأتي الجالية الرومانية في المرتبة الثانية بمجموع 43 ألف وحدة خدماتية، ثم الجالية الصينية بـ 41623 وحدة.
وأفاد التقرير بأنه رغم أن الوحدات الخدماتية المسجلة باسم الأجانب تتمركز بشكل أساسي (حوالي 80%) في ثلاثة قطاعات فقط؛ التجارة والبناء والمهن اليدوية؛ إلا أنه تم تسجيل ملاحظة أساسية تتمثل في احتكار جاليات معينة لقطاع محدد بعينه، فإذا كانت الجالية الألبانية والرومانية تقتصران على قطاع البناء، كما أن الجالية الصينية توجه اهتمامها إلى المقاهي والمطاعم، فإن المغاربة يختصون في البيع بالتجوال في الشوارع والفضاءات العامة.
وتعد علاقة المهاجرين المغاربة في إيطاليا بالبيع بالتجوال علاقة قديمة قدم الهجرة نحو هذا البلد، إلا أن ما يزيد إقبالهم أخيرا على هذا النشاط هو الأزمة التي تضرب الاقتصاد الإيطالي ليصبح البيع بالتجوال ملجأ يحتمون به من نيران البطالة وانعدام فرص التشغيل، وكذلك التسهيلات التي تم إدخالها في السنوات القليلة الماضية على القوانين المنظمة للمهنة.
ويكتسي قطاع البيع بالتجوال في إيطاليا أهمية كبرى، فحسب الإحصائيات الرسمية فإن القطاع يضم حوالي 170 ألف وحدة تُشغل مالا يقل عن 350 ألف من اليد العاملة، وفاتورة لا تقل عن 25 مليار أورو سنويا؛ أي بمعدل 16% من تجارة التقسيط بإيطاليا؛ إلا أن الملاحظ في السنوات الأخيرة أن عدد الإيطاليين المتعاطين لهذه المهنة بدأ في التقلص حيث أصبح عدد الأجانب المقبلين على هذا الميدان يشكل ـ حسب التقرير ذاته ـ حوالي 42 في المائة.
وعزا المسؤول الاقتصادي لكونفدرالية القطاع الخدماتي بإيطاليا تزايد الأجانب على العمل في هذا النشاط إلى "قناعتهم" بالمداخيل البسيطة التي يدرها القطاع، عكس الإيطاليين الذين ألفوا مستوى معيشيا معينا حيث لم يعد يلبي جميع متطلباتهم، مثمنا الدور الذي أصبح يلعبه الأجانب في سد الفراغ الذي يتركه الإيطاليون في العديد من المجالات.