حينما هرب الرئيس السوري sy أديب الشيشكلي إلى بيروت بعد إنقلاب عسكري أنهى فترة حكمه

تمر السنين بسرعة البرق ولكنها ذاخرة بأحداث تظل عالقة في أذهان البشر وغيرت هذه الأحداث في حياتهم وفى مجرى التاريخ وكل يوم يمر يكون له نصيب من هذه الأحداث تميزه وتخلده عبر الزمن وقد تميز يوم 25 من فبراير بحدث مهم وهو هروب الرئيس السوري لأديب الشيشكلي بعد انقلاب عسكري عليه.
ويعد الشيشكلي من مواليد 1909 في مدينة حماة السورية ، درس في المدرسة الزراعية فى سلمية، ثم في المدرسة الحربية بدمشق، وتطوع في جيش المشرق الفرنسي، ثم انتقل مع غيره من الضباط إلى الجيش السوري، ليشارك في معركة تحرير سوريا من الفرنسيين سنة 1945، ثم كان على رأس لواء اليرموك الثاني في جيش الإنقاذ في فلسطين سنة 1938، اشترك «الشيشكلى» مع حسنى الزعيم في الانقلاب الأول فى30 مارس 1949، لكنهما اختلفا فصرفه الزعيم من الخدمة، ولم يلبث أن عاد قائداً للواء الأول برتبة عقيد في عهد سامى الحناوى، كما شارك الحناوى في الانقلاب الثانى فى 14 مايو 1949 وأصدر فى 19 ديسمبر 1949 بيانا أكد فيه إقصاء سامى الحناوى وأسعد طلس عن القيادة، وقد عرف عهد الانقلاب بعهد الحكم المزدوج، أي الذي ضم (أديب الشيشكلى وهاشم الأتاسى)، ثم ألف الشيشكلى مجلساً سماه المجلس العسكري الأعلى.
وفى 31 نوفمبر1951 تمت خطوة الشيشكلى الحاسمة فى الطريق إلى الحكم، إذ اعتقل رئيس الوزراء معروف الدواليبى وزج به في السجن، واعتقل رئيس مجلس النواب وبعض النواب، فما كان من رئيس الجمهورية الأتاسى الموالى لبريطانيا، إلا أنه قدم استقالته ليتولى رئيس المجلس العسكري الأعلى مهام رئاسة الدولة، وكان فوزى السلو مجرد واجهة رئاسية، فيما كان الرئيس الفعلى أديب الشيشكلى، وأكد أن هذه الحكومة مؤقتة مهمتها إيصال البلاد إلى الانتخابات النيابية فى إطار قانون جديد للانتخابات، كما أسس حزب (حركة التحرير العربي) حزبا وحيدًا في البلاد، ولما اطمأن إلى قاعدته الجماهيرية وجهازه الإعلامى، بدأ حملة الاعتقالات ضد كل معارضيه واستخدم الطائرات لقصف أهداف فى منطقة السويداء راح ضحيتها الكثير من المدنيين.
كما قام بإرسال الجيش إلى الجبل للتنكيل بأهله وقد تسببت الإجراءات الدموية التى اتخذها ضد المعارضة والثوار فى تحالف واسع ضده، وكان قد نصّب نفسه رئيساً فى 10غشت، ووضع دستوراً جديداً وشهدت البلاد حالة من الاضطراب والمظاهرات الطلابية، قاومها رجال الأمن بالعنف والقنابل المسيلة للدموع، وعمت المظاهرات المدن السورية وهى تنادى بسقوط الديكتاتور وحل البرلمان، وعودة الحياة الدستورية إلى أن وقع انقلاب، أطاح به فى مثل هذا اليوم 25 فبراير1954، وأعاد هاشم الأتاسى إلى الحكم، وفر الشيشكلى قاصدًا بيروت، إلى أن اغتيل فى البرازيل عام 1964 على يد شاب درزى، هو نواف غزالة، انتقامًا من ممارسات الشيشكلى العسكرية ضد الدروز فى منطقة جبل العرب.