سجلت إحدى الممرضات أكثر الأشياء التي يندم عليها الإنسان في أيامه الأخيرة قبل الموت، ووضعت النتائج التي توصلت إليها في كتاب بعنوان “خمس أشياء يندم عليها الإنسان على فراش الموت“، وليس من المستغرب عند رؤية كل الأشياء المدرجة في القائمة أن نكتشف بأن تلك الأشياء التي تلامس الحياة هي الأمور التي نعاني من أجل الانتباه لها وتخصيص بعض الوقت لهذه الأشياء التي يحبها البشر حقًا، وفيما يلي قائمة بكل الأشياء التي يندم عليها الإنسان وهو على فراش الموت مع مقتطفات من الكتاب:
ثمة شيء واحد لابد من قوله عن الندم قبل الحديث عن القائمة، ومن المهم أيضًا التذكير بأنه أيًا كانت المرحلة التي يعيشها الفرد في الحياة، فليست هناك حاجة للندم؛ إذ أن الندم لا يمنح الشخص أي شيء سوى المعاناة ويسمح للماضي أن يفرض عليه كيف ينبغي له أن يشعر الآن، وبدلاً من ذلك، يمكننا استخدام الماضي كنقطة مرجعية لفهم ما هي التعديلات التي ينبغي القيام بها من أجل التقدم في حياتنا. ليس من الضروري أن تأتي هذه التعديلات من الألم، والحزن، والندم أو الحكم (الحكم على أنفسنا أو حكم الآخرين علينا)، ولكن ببساطة من خلال اختيار فعل الأشياء بطريقة مختلفة، إذ أن الإنسان يتعلم طيلة فترة حياته، ويمكنه أن يقلل من وتيرة عملية التعلم من خلال الوقوع في شِراك الندم، وعندما يسعى لإجراء بعض التغييرات، نراه يحاول أن يكون متصالحاً وفي سلام مع الماضي ويتذكّر أن كل لحظة هي خيار جديد.
فما هي الأشياء التي ندم عليها القريبين من مفارقة الحياة؟
فيما يلي اقتباسات من الكتاب.
1- “أتمنى لو كانت لدي الشجاعة لأن أعيش حياتي بالطريقة التي أريدها وليست الحياة التي يتوقعها الآخرون مني”
“كان هذا هو الندم الأكثر شيوعًا لدى الجميع، عندما يدرك الإنسان أن حياته على وشك الانتهاء، ينظر إلى الوراء بشكل واضح، ومن ثمّ فمن السهل أن يرى أنه لم يحقق العديد من الأحلام والطموحات التي كان يحملها طيلة حياته، لم يحقق معظم الناس حتى نصف أحلامهم وعندما اقتربت حياتهم من النهاية علموا أن عدم تحقيقهم لهذه الأحلام كان بسبب الخيارات والقرارات التي اتخذوها أو لم يتخذوها في حياتهم. إن الصحة تجلب حرية لا يدركها سوى القليل من الناس حتى يُحرموا منها”.
2- “أتمنى لو لم أبذل الكثير من الجهد في العمل”
“جاء هذا الشعور بالندم من كل المرضى الرجال الذين قمتُ برعايتهم، فقد فاتتهم فرصة معرفة أطفالهم في شبابهم أو الاستمتاع برفقة زوجاتهم. وقد تحدثت النساء أيضًا عن هذا الندم، ولكن بما أنهم من جيل أكبر سناً، فلم تكن العديد منهن معيلات لأسرهن، بينما تحدث كل رجل عالجته عن ندمه للهثه الدائم خلف العمل خلال حياته”.
3- “أتمنى لو كانت لدي الشجاعة للتعبير عن مشاعري”
“يكبح الكثير من الناس مشاعرهم للحفاظ على علاقاتهم وسلامهم مع الآخرين، ونتيجة لذلك، فإنهم يستقرون على العيش حياة عادية لا قادرين خلالها إلى بلوغ ما هم قادرون فعلاً على بلوغه. لذلك، فإن العديدين منهم يصابون بأمراض متعلقة بالوجع والمرارة نتيجة للغضب الذي يحملونه معهم”.
4- “أتمنى لو كنت قد حافظت على صلتي بأصدقائي”
“في كثير من الأحيان لا يدرك الإنسان فوائد الأصدقاء القدامى حتى يقترب من الموت، ويكون من الصعب تعقبهم والتواصل معهم مرة أخرى، أصبح الكثير الأشخاص عالقين في حياتهم العادية لدرجة سماحهم بضياع الصداقات الذهبية على مر السنين، ويعبّر العديد من الأشخاص عن ندمهم العميق بسبب عدم إعطاء أصدقائهم الوقت والجهد الذي يستحقونه، وعند الموت يشتاق كل خليل لخيله”.
5- “أتمنى لو كنت سمحت لنفسي أن أكون سعيداً”
“هذا ندم شائع بشكل مدهش، إذ لم يدرك العديد من المرضى أن السعادة كانت دائماً اختيار. فقد ظلوا عالقين في أنماط وعادات وسلوكيات قديمة اعتادوا عليها، فيسيطر عليهم ما يسمى بـ “راحة الاعتياد” لما هو مألوف من المشاعر، وكذلك راحة الحياة المادية والمحسوسة. وكان الخوف من تغيير هذه السلوكيات والعادات يجعلهم يتظاهرون أمام الآخرين وأمام أنفسهم بأنهم سعداء وراضون، بينما في أعماقهم يتوقون إلى الضحك والقيام بالأشياء التافهة في الحياة كما لو كانوا أطفالاً”.