من أين جائت تسميه اسرائيل بهذا الاسم ؟




تنسب تسمية "إسرائيل" كما يدعي اليهودإلى سيدنا يعقوب، حيث ترد في التوراة قصة مفادها أنه خاض عراكاً ضد رجل حتى مطلع الفجر عند جدول صغير في منطقة الأردن يدعى يبوق، ولما رأى الرجل أنه لا يقدر عليه، طلب منه أن يطلقه، فقال له لا أطلقك حتى تباركني، فباركه وقال له "لن يدعى أسمك يعقوب من بعد، بل إسرائيل، لأنك صارعت الله والناس وغلبت (سفر التكوين 23:20 وما بعدها).
ولفظة إسرائيل مكونة من كلمتين ساميتين قديمتين هما: "إسر بمعني غلب، و"إيل" أي الالة أو الله، وقد أصبحت هذه التسمية مصدر فخر من الناحية القومية لبني إسرائيل وأصبحوا ينسبون أنفسهم لها فيقولون: "بيت إسرائيل" أو "آل إسرائيل" أو "بني إسرائيل"، كثيراً ما يختصرون التعبير فيقولون "إسرائيل" فقط كما رأينا في مأثور التلمود والاسم العبري فلسطين هو "إيرتس يسرائيل" أي "أرض إسرائيل".
وبالرغم من أن تيودور هرتسل زعيم الصهيونية السياسية، ورئيس المؤتمر الصهيوني العالمي الأول الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897، لم يتردد في تسمية كتابه المتضمن لدعوته هذه "دولة اليهود" فإن هذه الدعوة الصهيونية آثرت عند الكتابة عن فلسطين أن تسميها "أرض إسرائيل"، حرصاً على تأكيد انتماء هذه الأرض إلى من يزعمون أنهم أسلافهم الأوائل، وهم أبناء يعقوب، أو "بنو إسرائيل".
وعندما أعلنت الصهيونية قيام دولتها في فلسطين في 14 مايو 1948، أطلقت عليها أسم "إسرائيل" وطبع هذا الاسم في الأعداد الأولى من "الجريدة الرسمية" في رأس صحيفة تدعى "إسرائيل" ولكن بعد أن قامت موجة من النقد تجاه هذه التسمية قامت الحكومة الإسرائيلية بتغيير الاسم إلى "دولة إسرائيل" وإن كان الشائع هو استخدام الاسم المختصر في جميع أجهزة الإعلام الإسرائيلية.
وقد فضل الصهاينة استخدام هذا الاسم "دولة إسرائيل" لدولتهم، بدلاً من الاسم الذي كان قد اختاره هرتسل وهو "دولة اليهود" لأسباب نذكر منها:
1. إيجاد تناسق بين اسم الدولة، والاسم العبري لفلسطين، وهو "أرض إسرائيل".
2. إيثار الصفة العنصرية الكافية في اسم إسرائيل على الصفة الدينية في لفظة اليهود.
3. عدم الرغبة في التذكير بالحدود القديمة لمملكة يهود البائدة، التي لم تكن تشمل إلا القسم الجنوبي من فلسطين من دون ساحل البحر، مما يمثل قيداً تاريخيا للمطامع التوسعية الاستعمارية للصهاينة الذين يريدون أن يضعوا تحت قبضتهم أوسع رقعة ممكنة من الوطن العربي.
وقد خلقت هذه التسمية عدة مشاكل أمام المشرعين الصهاينة، حيث انتقلت صفة الإسرائيلي من الشعب (وهي صفة مذكرة في العبرية) إلى الدولة (وهي صفة مؤنثة في العبرية)، وهو الانتقال الذي أدى إلى انطباق هذه الصفة على كل من يقيم داخل إسرائيل من العرب والمسلمين والمسيحيين وأرغم السلطات الإسرائيلية على اعتماد هؤلاء العرب المقيمين فيها في عداد المواطنين الذي يتمتعون بالجنسية الإسرائيلية.
وقد أصبح اليهودي المقيم خارج إسرائيل، وفقاً لقانون العودة، الصادرة في 5 يوليو 1950، هو الآخر "إسرائيليا".
والخلاصة أن الإسرائيلي وفق هذا المفهوم هو أولا وأخيرا اليهودي المقيم في إسرائيل واليهودي المقيم خارج إسرائيل أيضا، بشرط أن يكون صهيونياً متمسكاً بالولاء لإسرائيل، ومن هنا اكتسبت لفظة "إسرائيل" في المصطلح السياسي المعاصر دلالة مختلفة تماماً عن الإسرائيلي قبل الصهيونية، والإسرائيلي في بداوة العبريين الأولى. وقد تجدر الإشارة إلى عدم الخلط في إطار تحديد مفاهيم هذه الاصطلاحات بين اصطلاحات مثل "دولة إسرائيل" و "أرض إسرائيل".
إن "دولة إسرائيل" هي اصطلاح سياسي محدد، بينما "أرض إسرائيل" هي اصطلاح جغرافي فدولة إسرائيل يمكن أن تمتد على كل "أرض إسرائيل" أو على جزء من منها، أو حتى على أجزاء ليست تابعة "لأرض إسرائيل" (مثل شرم الشيخ والجولان على سبيل المثال)، ودولة إسرائيل هي الإطار الحاسم بالنسبة للمبدأ الصهيوني.
جغرافيا
تعتبر الحدود السياسية لإسرائيل واحدة من أكثر الأمور المثيرة للجدل عالمياً فهي لم تعلن حدودا رسمية منذ انشاءها عام 1948 باستثناء الحدود مع مصر وجزءا من الحدود مع الأردن التي تم تحديدها في أعقاب توقيع معاهادات السلام.
تقع دولة إسرائيل في قارّة اسيا في منطقة الشرق الأوسط وتحاذي البحرالأبيض المتوسط. جغرافياً، وتُعدّ إسرائيل من الدول ذات المساحة الصغيرة ويقطنها ما يزيد عن 6 مليون نسمة. منذ ان نشأت دولة إسرائيل وإلى يومنا هذا، كانت إسرائيل طرفاً من أطراف النزاعات الإقليمية وبخاصّة مع سوريا، ولبنان، والأردن، ومصر، والفلسطينيين.
تاريخ
استوطن العبرانيون أرض فلسطين بدءا من القرن السادس عشر قبل الميلاد إلى أن تم طردهم من قبل الرومان في القرن الثاني قبل الميلاد، ويعتبر اليهود أرض فلسطين موطناً روحياً اكثر من كونه بقعة أرض تقام عليها دولتهم. بعد إستيطان الرومان للأرض الجديدة، أسماها الرومان بفلسطين تيمناُ بأحد أعداء بني إسرائيل ونكاية ببني إسرائيل. جاءت الخلافة الإسلامية وجاءت معها الفتوحات وشملت الفتوحات الإسلامية أرض فلسطين في القرن السابع الميلادي وكانت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
شهد القرن التاسع عشر ولادة الحركة الصهيونية التي تتمثل أهم أهدافها في إيجاد حل للمسألة اليهودية. بدأ أعضاء الجماعات اليهودية في الهجرة بعد ان رفضوا لاسباب وطنية وتاريخية اقتراح تيودور هرتسل بانتقال الشعب اليهودي الى أوغندا في باديء الأمر الى أرض فلسطين اذ كانت تحت السيطرة العثمانية، وبشكل أوسع، عندما آلت السلطة للانتداب البريطاني.
بعد المحرقة التي تعرض لها الشعب اليهودي في اوروبا والتي ادت الى ابادة ما يتجاوز عن 6 مليون من ابنائه وتدمير منازلهم واطاراتهم الاجتماعية وفقد ما امتلكوا من المال والثروة والبيوت بدأ لاجِئ المحرقة اليهود يبحثون عن مكان للاقامة حيث لم ترد اية دولة استيعابهم رغما عن وضعهم الانساني الخطير ولم يبق امامهم اي بديل سوى الهجرة الى ارض فلسطين. ويقال انه لولا ما تعرض له الشعب اليهودي من المحرقة فلم يهاجر الشعب اليهودي الى ارض فلسطين ليزعزع المعادلة الدموغرافيَه التي مالت الى السكان العرب
ولذلك في العام 1947، شهد العالم قرار تقسيم فلسطين والذي أعطى المهاجرون من أعضاء الجماعات اليهودية 55% من الأرض، عندما كانوا يشكّلون 30% من السّكان، كما أعطى لهم جزءا من الشريط البحري والذي طالبوا به قبل قرار التقسيم. رفض العرب قرار التقسيم آنذاك وشن سكان فلسطين العرب حرب عصابات وهجمات على سكان فلسطين اليهود الذين قد ابلغت قيادتهم عن موافقتها لقرار التقسم فقامت بريطانيا بالإنسحاب من أرض فلسطين وإعلان إنتهاء الاانتداب البريطاني