يونس إجيري من هلسنكي
ألغت إدارة مهرجان ملتقى الثقافات العالمي بفنلندا الذي سيقام نهاية هذا الأسبوع بالعاصمة هلسنكي فعالية خيمة حرية التعبير، حيث كان من المقرر ان تقدم هذه الخيمة عروضا باسم *انا تشارلي* رسومات مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ويقول مدير المهرجان أوتي هانولا قررنا إلغاء خيمة "حرية التعبير " لأسباب أمنية حسب ماجاء في تقييم لجهاز المخابرات الفنلندية .
قرار السلطات الفنلندية إلغاء خيمة حرية التعبير بسبب الهاجس الأمني سبب ردود واسعة من طرف ممثلي الجالية المسلمة بفنلندا.
يقول رئيس المجلس الإسلامي أنس حجار نحن مع حرية التعبير، ولكن لاينبغي الإساءة الى المقدسات موضحا أن حرية التعبير لا يجب أن تضر بالآخرين، وأن إلغاء خيمة حرية التعبير يجب أن تكون بسب الإساءة لمشاعر الآخرين وليس بسبب الجانب الأمني، فنحن المسلمون نرفض العنف بكل أشكاله وأنواعه مهما كانت الأسباب، ولاينبغي إعطاء صورة غير صحيحة للرأي العام الفنلندي لتخويف الشعب الفنلندي من الإسلام والمسلمين.
أما رئيس الروابط الإسلامية الشيخ وليد محمود فيقول نشكر القائمين على المهرجان على هذا القرار الحكيم، ونثمن هذه الخطوة الإيجابية، لكن نرفض نشر ظاهرة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) والترويج لها من طرف بعض وسائل الإعلام الفنلندية .
ويضيف أن الترويج لمثل هذه التحركات لا تصب في مصلحة الشعب الفنلندي في المقام الأول، لأنها تثير حالة من التوتر والكراهية في المجتمع ما يؤثر على السلم المجتمعي، هذا فضلًا عن أن المسلمين بفنلندا هم جزء من النسيج الفنلندي غير منفصلين عنه.
ويقول أحد النشطاء الإسلاميين "ج م" نشكر السلطات الفنلندية على هذه القرارات الحكيمة والتي تصب في صالح الشعب بكل أطيافه وبحسن نوايا السلطات الفنلندية اتجاه كل الشعب الفنلندي
أما "ع م" فيقول فنلندا عرفت مصلحة الشعب الفنلندي ، وأن قرار الإلغاء لدليل على حسن نوايا فنلندا اتجاه العالم العربي والإسلامي .
وأضاف المتحدث ان الكثيرين في العالمين العربي والإسلامي يراقبون بدقة ما يصدر عن فنلندا ويفضلون انتظار الأفعال لا الأقوال ولكن من المنطقي الترحيب بهذا القرار الحكيم للسلطات الفنلندية خصوصا أن العلاقات الفنلندية مع العالم الإسلامي على أبواب مرحلة جديدة بعد زيارة وزير خارجية فنلندا للمملكة المغربية وطلب هذا الأخير المساعدة في تأطير الأئمة بفنلندا، وزيارة الرئيس الفنلندي الشهر الماضي لدولة البحرين ، مايمثل خريطة طريق لهذه المرحلة المهمة إيذانا بفتح صفحة محورها التعاون المشترك بما يخدم مصالح الجانبين .
وفي موضوع ذي صلة قرر البرلمان الفنلندي شهر أبريل الماضي رفض استقبال الرسّام الكاركتوري السويدي لارس فيلكس المعروف برسوماته المعادية للإسلام حسب توصية الإلغاء التي جائت من طرف المخابرات الفنلندية، بعدما وجهت له دعوة من طرف حزب الفنلنديين الأصليين لمناقشة موضوع حول حرية التعبير في البرلمان الفنلندي.
يذكر أن المحكمة العليا الفنلندية قررت قبل سنوات فرض غرامة مالية ضد عضو البرلمان عن حزب الفنلنديين الأصليين بلجنة إدارة شؤون المهاجرين "جوسي هالا-أهو"، وإدانته بممارسة خطاب كراهية مناهض للإسلام لما كتبه من مشاركات مسيئة للإسلام والمسلمين الصوماليين المهاجرين على مدونته عام 2008.
ويأتي هذا الحكم بعد أن أسقطت المحاكم الابتدائية تهم ممارسة خطاب الكراهية والإساءة للدين، حيث أكدت المحكمة العليا أن خطاب الكراهية لا يندرج تحت حماية حرية التعبير.