تريد السفر أو الهجرة إلى ألمانيا؟ تعرف معنا على أفضل الطرق للوصول إلى ألمانيا.

تعتبر المانيا بلا شك أحد أبرز مناطق الجذب بالنسبة للأجانب وبخاصة القادمين من الشرق الأوسط والدول العربية، وذلك نظرا للأوضاع المعيشية الممتازة التي يتمتع بها القاطنين في المانيا ولا سيما أوضاع سوق العمل والتأمين الصحي الممتاز والرواتب المجزية، فضلا عن مستوى التعليم والتنوع الثقافي الذي يميز أغلب المدن الألمانية ويتيح للمرء الاحتكاك بجنسيات مختلفة من جميع أنحاء العالم.

لكن الراغب في الهجرة إلى المانيا سيصطدم بالعديد من القوانين الصارمة التي من الممكن أن تقف حائلا بينه وبين هدفه المتمثل في الوصول إلى الأراضي الألمانية والحصول على إقامة شرعية ومن ثم إشباع رغبته في الإنضمام والإندماج بداخل المجتمع الألماني.

ونحن بدورنا سنحاول تقديم أبرز النصائح والتوجيهات التي قد تهم القارئ وتفيده من خلال طرح الطرق الشرعية السليمة للسفر أو الهجرة إلى المانيا مع محاولة تسليط الضوء على مميزات كل طريقة وعيوبها، وذلك بالإعتماد علىالمكتب الفيدرالي الألماني لشئون الهجرة.

فيزا الزيارة / السياحة / العلاج

الحصول على أحد هذه الأنواع من التأشيرات والتي تتيح لصاحبها دخول المانيا يتطلب شروطا خاصة، فتأشيرة الشينجن موجهة في الأساس لغرض السياحة، وتشترك مع النوعين الآخرين (الزيارة والعلاج) بأنها لا يتم تمديدها بعد نهاية المدة، وبالتالي يجب مغادرة الأراضي الألمانية بانقضاء صلاحيتها.

اللجوء في المانيا.. شروطه ومتطلباته

لتقديم طلب لجوء في المانيا يجب أن يقوم المتقدم بتسجيل نفسه كطالب لجوء في أحد مراكز الشرطة الألمانية. هذا الطلب يقدم حصرا إلى فرع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين حيث يتم هناك إجراء مقابلة شفهية مع طالب اللجوء يوضح من خلالها أسباب فراره من بلده، ولماذا لا يرغب أو لا يستطيع العودة إليه. يتم توثيق ما ذكره من أسباب كتابيا.. ومن لا يتحدث اللغة الألمانية يتم إحضار مترجم لكي يساعده.

وتجدر الإشارة إلى أن الأسباب التي سيتركز عليها طلب الشخص للجوء تكون هي النقطة الحاسمة. فغالبا ما يتم رفض الطلب إذا لم يقتنع المسئولين ومحققي الهجرة في أسباب طلب اللجوء خاصة إذا كان مقدم الطلب قادما من أحد البلدان الآمنة أو يتمتع بإقامة في بلد آمن.

وبصفة عامة فإنه في المانيا يحصل على اللجوء كل من يثبت أنه مضطهد في بلده، سواء لأسباب سياسية أو دينية أو أياً كانت الأسباب. وإلى أن يتم قبول طلب اللجوء، يجب على المتقدم البقاء في الحي الذي يقيم به. بعد ذلك، يحصل على تصريح إقامة لمدة ثلاث سنوات، بعدها يمكنه الحصول على تصريح الإقامة الدائم.

ولكن في كثير من الأحيان يتم إعادة الشخص إلى أول بلد أوروبي دخله. هذا ما تنص عليه اتفاقية دبلن. إضافة لذلك يسمح بعدم ترحيل من له موانع تحول دون ذلك. مثل من يعاني من مرض صعب كالسكري ولا يوجد في بلده علاج مناسب، وهناك احتمال أن يموت في حال إعادته إلى هناك، عندها قد يحصل على حق اللجوء. وفي حال شفائه من المرض، يسقط مانع الترحيب ويتم ترحيله إلى بلده.

وتختلف مدة البت في طلب اللجوء من حالة إلى أخر

الهجرة بغرض الدراسة

تعتبر أحد أنجح الطرق للهجرة إلى المانيا، ولكن ينبغي أن يعلم الباحث عن هذه الطريقة أن الدراسة في المانيا تحتاج إلى الإلمام باللغة الألمانية، ومصاريف لتسديد رسوم الجامعة، وكذلك مصاريف للحياة اليومية أثناء فترة الدراسة إذ ربما لن يتوفر للطالب الوقت الكافي لإيجاد عمل مؤقت لا سيما خلال الفترة الأولى من دراسته.

وبالطبع فإن أبرز مميزات هذه الطريقة هي الحصول على شهادة مرموقة من إحدى الجامعات الألمانية، وإنها تمكن الطالب من العمل أثناء دراسته بواقع 120 يوما في السنة. فضلا عن الإحتكاك بسوق العمل الألماني خلال فترة دراسته وعمله.

الهجرة عن طريق عقد عمل

معظم الأشخاص الذين يسلكون هذا الطريق هم ممن لديهم أقارب أو أصدقاء في المانيا نجحوا في الحصول لهم على عقد للعمل عن طريق إرسال السيرة الذاتية للشركات صاحبة العمل. إلا إن هذه الطريقة متاحة أيضا عبر البحث عن طريق الإنترنت عن فرص عمل في السوق الألماني الذي لا يزال يطلب المزيد من العمالة الماهرة والكفاءات المتخصصة في العديد من المجالات، على رأسها شركات تكونولوجيا المعلومات والفنيين وعلماء الطبيعة، كما توجد وظائف كثيرة شاغرة في المجال الطبي.

لم شمل العائلة

يصبح من حق الشخص القدوم إلى المانيا عن طريق الحصول على فيزا "لم الشمل العائلي" وذلك فقط في حالة ما إذا كان الزوج (أو الزوجة) الماني (أو المانية) الجنسية. وتنطبق أيضا تلك التأشيرة على هؤلاء الذين يقيمون في المانيا بشكل قانوني إذ بإمكانهم أن يجلبوا عائلاتهم معهم، ويقصد بذلك الزوج أو الزوجة أو الأولاد. ويسمح بهذا الأمر إذا ما كان الشخص مقيما بشكل منتظم في المانيا ولديه دخل ثابت ويمكنه إعالة أسرته. كذلك يجب أن يكون أفراد الأسرة القادمين إلى المانيا قادرين على التحدث باللغة الألمانية ولو بصورة مبسطة، إذ ينطبق قانون إثبات الإلمام بأساسيات اللغة الألمانية للراغبين بالإلتحاق بالأزواج على المتزوجين من المان أو أجانب على حد سواء.

جدير بالذكر أنه لا الحمل ولا إعالة الأطفال الصغار يمكن أن يعفي من ضرورة إثبات الإلمام باللغة الألمانية، فباستطاعة الشخص التعلم بواسطة معلم خاص يأتي الى البيت أو بالمراسلة أو بواسطة الدراسة الذاتية ومن ثم التقدم للإمتحان في أحد المعاهد المعترف بها دولية (وعلى رأسها معهد جوته الشهير)، وفي حالة عدم التمكن من ذلك فيجب تأجيل تعلم اللغة وكذلك تقديم الطلب الى موعد لاحق.

تجدر الإشارة إلى أنه وفقا للمكتب الإتحادي للإحصاء فإن عدد الأجانب في المانيا يتجاوز سبعة ملايين من أصل 81 مليونا هم عدد سكان المانيا، بنسبة تصل إلى نحو 8% من التعداد السكاني.