من بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "OECD" ثمة فوارق كبيرة في عدد ساعات العمل الأسبوعية للعمال فيها. وقد احتلت تركيا المرتبة الأولى في ترتيب الدول المنتمية إلى المنظمة إذ إن 40 في المئة من متوسط العاملين فيها يعملون نحو 50 ساعة في الأسبوع وأكثر. وأتت المكسيك في المرتبة الثانية بنسبة 28.8 في المئة، واليابان ثالثة مع 22.3 في المئة، والمملكة المتحدة رابعة بنسبة 12.7 في المئة. وكانت هذه الدول الأربع الوحيدة التي تخطت متوسط عدد العاملين 50 ساعة أو أكثر في الأسبوع والذي تعتبره المنظمة معقولاً وهو 12.5 في المئة.
أما في فرنسا فإن 8.2 في المئة من العمال يقضون نحو 50 ساعة في العمل أسبوعياً. وحلّت إيطاليا في المرتبة الأخيرة بنسبة 3.7 في المئة.
وهدف هذا التقويم (أجرته شركة Statista) لدراسة مؤشر الحياة الأفضل إلى تبيان جانب هام من جوانب التوازن بين العمل والحياة الخاصة باحتساب الوقت الذي يقضيه العامل في العمل. وتشير البيانات إلى أن الدوامات الطويلة يمكن أن تضر بصحة العامل وتمسّ سلامته وتزيد من التوتر لديه.
علاوة على ذلك، فكلما زاد الوقت الذي يعمل فيه الشخص قل الوقت الذي يخصصه للأنشطة الأخرى، سواء الترفيهية أو الوقت الشخصي. إن مدة وقت الفراغ تعتبر من العوامل الهامة في الرفاه العام للفرد ويمكن أن توفّر له مزايا إضافية من حيث الصحة الجسدية والعقلية. في الـOECD، فإن موظفاً بدوام كامل يقضي ما يقرب 62 في المئة من يومه، أي 15 ساعة، في العناية بنفسه (الأكل والنوم وما إلى ذلك) والترفيه (الأصدقاء أو العائلة، والهوايات المفضلة والألعاب، والتلفزيون، الخ).