مشكلة تقابل الكثير من الطلاب بعد تخطى مرحلة التقدم بأوراقهم وقبولهم فى الجامعات فى الخارج، ما أن يتحقق الحلم ويخطو طالب الشرق الأوسط أول خطواته فى الخارج، حتى يبدأ يعانى من المشكلة التى يعانى منها 70% من الطلاب عند السفر للدراسة فى الخارج.
الحنين إلى الوطن، تذكر الأهل والأصدقاء، أو الشعور بالغربة؛ كلها أسماء لمشكلة واحدة يمكن أن تمثل فى حال تفاقمها عائق فعلى أمام الطالب يمنعه من الإنخراط فى المجتمع، أو التأقلم مع زملاءه فى الجامعة، وأيضاً التفوق فى دراسته وتحقيق حلمه الدراسى المنشود. فى هذا المقال حاولنا أن نبرز بعض الحلول العملية التى تساعد الطالب العربى على تحقيق التوازن النفسى الذى يؤهله للتفوق فى دراسته فى الخارج وأيضاً يقضى على إحساسه بالغربه أثناء الدراسة فى الخارج.
إفـتح نـافذة على بلدك
فى ظل ثورة الإتصالات التى نعيشها اليوم، لم يعد هناك شئ بعيد أو قريب، و أصبح القرب والبعد مفهوم نسبى يعتمد على ما وصلنا إليه أو مانستعمله بالفعل من وسائل تكنولوجية فى حياتنا اليومية، أصبح العالم بالفعل قـرية صغيرة، بل لانبالغ حين نقول قرية صغيرة جداً فى ظل ثمار تكنولوجيا الإتصالات التى نستفيد منها اليـوم، فالإنترنت جمع الناس حوله وجعلهم قريبين من بعض رغم ألاف الأميال التى تفصل بينهم، أيضاً ثورة الفضائيات التى نشاهدها من أى تلفاز فى أى دولة فى الـعالم، إستعن بتلك الوسائل للقضاء على هذا الإحـساس، شـاهد قنوات التلفاز التابعة لبلدك والتى تغطى أحداث الوطن، أيضاً يمكنك أن تتحدث مع أهلك عبر الأنترنت لتوفر نفقات المكالمات الدولية الباهظة، لكن لاتغرق فى الإتصال بالأهل كثيراً وأيضاً فى مشاهدة تلفاز الوطن طوال الوقت، فهذا سيأتى بنتائج عكسية وسيزيد من إحساسك بالغربة، فقط إفعل ذلك من وقت لأخر ولفترة قليلة كلما إفتقدت أجواء الوطن.
إصـنع وطـنك فى الـخارج
بدلاً من أن تترك نفسك ضحية سهلة للإحساس بالغربة وإفتقاد الأهل ليحبط معنوياتك، قم بفعل شئ تكسر به عزلتك، ولا يجعلك تتقوقع على ذاتك وعلى ذكريات الوطن، قم بالإستعلام من سفارة بلدك أو من الجامعة على أماكن تجمع الطلاب والمهاجرين العرب، وقم بالتعرف عليهم واقضى معهم بعض الوقت، هذا سيعوضك عن الكثير مما تركته فى وطنك، كما أنه سيجعلك تكون صداقات جديدة قد تفيدك فى المستقبل، وبالتأكيد ستفيدك طوال مدة الدراسة فى الخارج.
حاول أيضاً أن تكون صداقات مع مواطنين الدولة التى تدرس بها وزملائك الأجانب فى الجامعة، بهذة الطريقة ستصنع لنفسك مجتمع ودود حولك يمنعك من التقوقع فى العزلة والشعور بالغربة، ومع الوقت ستجد أن عدد أصدقائك يتزايد كما لو كنت تعيش فى بلدك.
كـن واجـهة لـبلدك
إذا كنت قد قمت بعمل كل الخطوات السابقة ومع ذلك لازلت تشعر بالغربة، أو تفتقد الوطن من وقت لأخر، إذن لماذا لاتشارك فى جمعيات الأنشطة التطوعية التى تنتشر فى الخارج؟ من خلال هذة الجمعيات يمكنك أن تقدم صورة إيجابية عن مجتمعك الذى أتيت منه للناس فى الخارج الذين قد يكونوا لايعرفون شيئاً عن بلدك أو عن ثقافة الـشرق، تقديم صورة جيدة عن بلدك أسلوب جيد لنشر ثقافتك الوطنية ونشر صورة طيبة عن وطنك وتساعد فى إنسجامك فى المجتمع الغربى وانت تستحضر صورة الوطن، مما يلغى الإحساس بالغربة لديك ويجعلك تمارس حياتك وتتفوق فى دراستك.
بهذة الخطوات ستتغلب بصورة كبيرة على إحساس الغربة أثناء دراستك فى الخارج، بعد ذلك ستكون انت من يساعد الطلاب الوافدين الأخرين فى التغلب على هذا الشعور.