لدراسة في الخارج ليست مجرّد شهادة اكاديمية يحصل عليها الطالب ويعود الى وطنه..الدراسة في الخارج تعنى العديد من الأمور الجديدة ..ثقافة جديدة..أصدقاء جدد ..جامعات مختلفة..مناهج ووسائل دراسية جديدة..الخ..
الكثير من الطلاب العرب الذين يدرسون فى الخارج يواجهون صعوبات فى التأقلم مع الحياة الجديدة فى الخارج ، وبالتحديد في طرق التدريس والأنماط التعليمية المختلفة..في بلدان مثل الولايات المتحدة واستراليا والمملكة المتحدة ، الجامعات تستخدم طرق تدريسية شديدة التفاعل مع الطلاب ، لتعليمهم بطرق أكثر كفاءة وتميزاً ، تجعلهم يحصلون على خبرات تعليمية مرموقة طوال فترة الدراسة..
تتنوع هذه الوسائل الدراسية بين :
المحاضرات
الكثير من الطلاب العرب الذين يدرسون بالخارج ، يعانون دوماً من عدم قدرتهم على التوفيق بين الإستماع للمحاضر وفهم المعلومات وأخذ الملاحظات فى نفس الوقت..والحقيقة ان هذه المعاناة جاءت للإختلاف الكبير بين نظم التعليم فى عالمنا العربي والجامعات العالمية ، حيث تعوّد أغلب الطلاب على التلقين والإملاء وكتابة كل حرف يقوله محاضر المادة !
عندما تكون فى المحاضرة ، ليس من الضروري اطلاقاً ان تكتب كل حرف يقوله المحاضر ؛ فأنت فقط تحتاج الى تدوين بعض الملاحظات التى تستشعر انت أهميتها خلال المحاضرة ، أو التى ينبّه عليها البروفسور ...ومن الأفضل طبعاً أن تحاول الجلوس فى الأماكن الأمامية فى قاعة المحاضرات ، حتى يمكنك الإستماع والفهم بشكل جيّد ، وتكون محاطاً بالطلاب الملتزمين المهتمين بالحضور والمتابعة..
حاول أن تستشف المعلومات الهامة من خلال تركيزك فى لغة جسد المحاضر ، والإهتمام بالمصطلحات والعبارات التى تكررت كثيراً خلال المحاضرة ، والتى تكون غالباً هي المعلومات الأساسية الهامة التى تستحق التدوين وأخذ الملاحظات عنها..
الكتابة العلمية
كتابة الأبحاث والمشاريع الأكاديمية قد لا تكون تجربة جديدة بالنسبة للطلاب العرب ، ولذلك فإن نمط الكتابة الاكاديمية للأبحاث والتحضير العلمي والادبي بالتأكيد سيعد تحدّياً كبيراً للطلاب العرب الذين يدرسون فى الخارج..ستكون مطالباً أيضاً بالبحث الدوري على المواد ذات الصلة بتخصصك من ضمن عدد كبير من الكتب والمراجع المتاحة فى مكتبة الجامعة ، أو من خلال البحث المتعمق عبر الإنترنت..ربما ستشعر فى البداية بنوع من الإضطراب والحيرة ، ولكن ستتعوّد على هذا النمط الدراسي سريعاً ، بالتأكيد عندما تحصل على المساعدة الأكاديمية من قبل المحاضرين والمعيدين أثناء دراستك..
اتقانك للغة الإنجليزية هو أمر شديد الأهمية باعتبارك طالباً دولياً يدرس فى الخارج ، لأنها ستكون الأساس في كتابة الابحاث والمواضيع الخاصة بدراستك ، لذلك تأكد تماما من مهاراتك اللغوية خصوصاً فيما يخص القدرات على الكتابة السلسة الجيّدة باللغة الإنجليزية..ومع ذلك ، فأغلب الجامعات توفر دورات تدريبية لتنمية مهارات الكتابة البحثية ، وتنمية اللغة الإنجليزية لدعم طلابها الدوليين..
الأهم من كل ذلك ، تأكد أن أي بحث أو مقال كتبته لابد ان يكون مذيّلاً بأسماء كافة الكتب والمراجع التى استعنت بها ، فالاقتباس يعد جريمة لا تغتفر قد تؤدي بك الى الطرد من الكلية التى تدرس بها !..لذلك ، يجب أيضا ان تتعلم مهارات توثيق الأبحاث ، وإرجاعها الى مصادرها بطريقة أكاديمية احترافية..
الأبحاث
يرامج الدراسات العليا التى تقدمها الجامعات الدولية ، عادة ماتكون مصحوبة بعمل بحثي متخصص ، أو أطروحة تخوض فى منطقة معينة من مجال الدراسة ، وذلك طبقاً لنوع البرنامج الدراسي الذي تمّ اختياره ، وتتم هذه الأبحاث بمساعدة وتوجيه المرشد الأكاديمي الخاص بكل طالب ، حيث يعمل هؤلاء المرشدين على تعميق معرفة طلاب الدراسات العليا بكل جزئيات البرنامج الدراسي بشكل أكاديمي بحت ، يجعلهم قادرين على معالجة النظريات والمبادئ التابعة لتخصصهم بخبرات ومعرفة عالية..لذلك ، فيجب عليك اكتساب مهارات بحثية ممتازة ، تجعلك قادراً على العمل فى هذه الأبحاث بشكل متميّز ومستقل..
الى جانب ذلك ، سيكون مطلوباً منك إظهار مهارات عالية فى البحث من خلال استخدام المصادر المكتبية ، والبحث عبر الإنترنت ، والقدرة على تقديم الأبحاث وشرحها ، الى جانب القدرات العملية والتعامل مع الأدوات الفنية فى المعامل والمختبرات مثلاً
والحقيقة أن هناك بعض الاختلافات الجوهرية التى ربما يشعر بها الطالب اثناء دراسته فى الخارج ، بخلاف النقاط السابقة ، يمكن أن نذكر بعضها :
مجموعات الدراسة فى المحاضرة عادة تكون كبيرة ، وبالتالى يكون لديك الحرية فى التفاعل مع المحاضر او المعيد ، وطلب مساعدتهم في حال ما واجهتك أية صعوبات
لإعداد ورقتك البحثية ، يجب أن تقرأ مجموعة واسعة من المصادر والمراجع ، ولا يكفي أبدا مجرّد قراءة مجموعة من السطور فى مرجع او اثنين
تحتاج دائما الى جدولة ذهنك ، ووضع أسئلة مناسبة باستمرار ، وأن تختبر تفكيرك النقدي والبحثي باستمرار ، وأن تحفّز نفسك بتذكر المعلومات الرئيسية الهامة طوال فترة دراستك ، لانها تشكل جوهر التجربة الدراسية فى الخارج..
الخلاصة : الدراسة فى الخارج بالنسبة للطالب العربي فائدتها العظمى هي تطوير التفكير الإبداعى المستقل ..هذا هو جوهر التجربة ، والتى ستساهم بالتأكيد فى تطوير الوضع الاكاديمي في بلادنا ، عند تطبيق هذا التفكير فى جامعاتنا العربية ، ونقل هذه التجربة