توفي في دمشق الفنان التشكيلي السوري نذير نبعة الذي يُعد نذير من أهم أعلام الفن التشكيلي في سورية والوطن العربي.
وعن عمر يناهز 78 عاماً لفظ نبعة أنفاسه الأخيرة في دمشق أول أمس، تاركاً وراءه إرثاً فنياً ضخماً من اللوحات الفنية التي أرّخت مرحلة زاخرة بالأحداث في عالمنا العربي.
وتعكس لوحات نبعة لغة فنية فريدة مثقلة بعناصر المكان والطبيعة، علاوة على رموز التاريخ والحضارات القديمة. وقد انتمى نبعة، في ذروة صعود الكفاح المسلح الفلسطيني، إلى حركة "فتح"، وهو الذي صمم شعارها المعروف، فضلاً عن ملصقاتها في أواخر ستينيات القرن المنصرم.
تتلمذ نذير نبعة على محمود جلال وناظم الجعفري من سورية، وعلى حسين بيكار وعبد العزيز درويش وعبد الهادي الجزار وحامد ندى من مصر.
وقد وّلد في حي المزة الدمشقي في حزيران 1938م، لأسرة فلاحية، حيث كان والده فلاحاً وأمه ربة منزل تعمل بالتطريز. وكانت أصابعه الطفولية بدأت ترسم على قطع القماش التي كانت والدته تطرزها لفتيات الجوار وتخيطها في الوقت نفسه.
وفيما بعد اتجه إلى رسم المكان الباهر ولا سيما مدينة دمشق، ثم استغرق في مقاربة الصوفية من زاوية البحث عن مكامن النفس البشرية المعاصرة في المدينة الحديثة.
وفي القاهرة التي رحل إليها للدراسة تعرف إلى فتاة مصرية تدعى شلبية إبراهيم فتزوجا، وعادت معه إلى دمشق لتقيم فيها إلى جانبه حتى اليوم.
وقد تابع دراسة التصوير الزيتي في باريس بين 1971 و1974 وشكل مع أسعد عرابي وخزيمة علواني وغياث الأخرس وغسان السباعي وعبد الحميد أرناؤوط، علاوة على رسام الأيقونات الياس الزيات، شوطاً مهماً في مسيرة الفن التشكيلي السوري والعربي المعاصر.
وكانت بغداد المثير الأكبر له كي يرسمها بعد أن تعرضت للقصف الأميركي، وتمكن لاحقاً من إنجاز مجموعة من اللوحات أطلق عليها عنواناً مشتركاً هو "المدن المحروقة" التي ما عادت تقتصر على بغداد وحدها، بل تبعتها مدن كثيرة.
ثم رسم بالحبر الصيني مجموعة من اللوحات عن تنظيم "الدولة الإسلامية"، قبل أن يرحل في مدينته المزنرة بالحرائق والموت والنار.