حدد جيريمي باروش في صحيفة لوموند الفرنسية سلسلة من التداعيات الآنية والمستقبلية لقرار البريطانيين بالتصويت لصالح البركزيت.
وذكّر
باروش بكلام رئيس الوزراء البريطاني المستقيل ديفيد كاميرون عن أن "عملية
الإنسحاب ستبدأ فوراً". من جهة ثانية، على المملكة المتحدة الإعلان رسمياً
عن نيتها، خلال دورة انعقاد للمجلس الأوروبي. تُحدَد للخروج، فترة تحضيرية
من سنتين يمكن أن تقصّر (إحتمال ضئيل) أو أن تمدّد بشرط الحصول على إجماع
الدول الأوروبية.
خروج دولة من الإتحاد ... هل هي المرة الأولى؟
فعلياً هذه هي المرّة الأولى. لكنّ غرينلاند التي حصلت على حكم ذاتي سنة 1975 بعد أن كانت ملحقة بالدانمرك صوّتت لصالح الخروج من الجماعة الاقتصادية الأوروبية سنة 1982. الآن هي إقليمٌ ممّا وراء البحار في شراكة مع الاتحاد.
توازن القوى الجديد
خروج دولة من الإتحاد ... هل هي المرة الأولى؟
فعلياً هذه هي المرّة الأولى. لكنّ غرينلاند التي حصلت على حكم ذاتي سنة 1975 بعد أن كانت ملحقة بالدانمرك صوّتت لصالح الخروج من الجماعة الاقتصادية الأوروبية سنة 1982. الآن هي إقليمٌ ممّا وراء البحار في شراكة مع الاتحاد.
توازن القوى الجديد
المحرّك الحقيقي للاتحاد الأوروبي خصوصاً على الصعيد الإقتصادي، هو لعبة تأثير بين ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. بدون هذه الأخيرة، ستجد برلين نفسها في مواجهة باريس بدون ثقل موازن معاكس. إتفاق المواقف بين فرنسا وألمانيا سيصبح أكثر ضرورة – وستجد باريس تأثيرها أكثر فاعليّة.
تأشيرة مرور للسفر إلى بريطانيا؟
بحسب النماذج المتفاوض عليها بين المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يكون هنالك ضرورة لاستخدام تأشيرة المرور. لكن إذا استطاعت المملكة التوصل إلى التفاوض حول اتفاق يسمح لها بالبقاء في السوق الأوروبية المشتركة، فإنّه يحتمل جداً أن تكتسب حقّ حرية تنقل الأفراد. لكن يحتمل أيضاً أن تقوم الحكومة البريطانية بفرض قيود تتعلق بإجازة العمل. وبما أنّ المعاملة بالمثل قد تطبق على الأرجح، سيكون الأوروبيون والبريطانيون بحاجة لتأشيرة المرور للعمل في أوروبا والمملكة.
هل يتأثّر الطلّاب؟
الطلاب البريطانيون الذين تزداد أعداد المهاجرين منهم لتحصيل الدراسة في أوروبا، سيكونون الأكثر تأثراً لأنه سيصعب عليهم التنقّل من دون الخضوع لمشروع إيراسموس. وعلى الرغم من ذلك، يمكن التوصّل إلى اتفاق كما هو الحال مع سويسرا والنرويج – لكنّ الأمر سيستغرق وقتاً. تمويل الأبحاث الذي يترافق مع إيراسموس سيتأثر هو أيضاً بشكل متساوِ.
لغة العمل الرسمية في الاتحاد
ستبقى الإنكليزية لغة العمل الرسمية داخل الاتحاد الأوروبي، وسيظل ناطقاً بها حوالي 38% من الأوروبيين الذين لا تشكّل تلك اللغة بالنسبة إليهم لغتهم الأم، ما يجعلها اللغة الأكثر نطقاً بها، بحسب تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية سنة 2012.
إحتمال انفصال اسكتلندا
في مناسبات عدّة سابقة، أكّدت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستيرجون إرادتها تنظيم استفتاء جديد في حال قرّر البريطانيون التصويت لصالح البركزيت. وقالت في إحدى المرّات: "سيكون غير ديموقراطيّ بشكل جوهري أن تجد اسكتلندا نفسها خارج الاتحاد الأوروبي، لو صوّتنا لصالح البقاء فيه خلال الاستفتاء".
المشاريع الداخلية المموّلة من الاتحاد
تستفيد المملكة المتحدة من مشاريع مموّلة أوروبياً بملياراتٍ من اليورو. وخروجها من الاتحاد هو مخاطرة وصول تلك الإستفادة إلى نهاياتها.
نموذج للتفاوض عليه حول التبادل الحر
يؤكد باروش ضرورة إعادة التفاوض بشأن اتفاقات تبادل اقتصادية مع الإتحاد وبوجود إمكانية الاستناد إلى أمثلة سابقة عدّة:
أ-الخيار النرويجي
النرويج جزء من المنطقة الإقتصادية الأوروبية وتستفيد بالكامل من الوصول إلى السوق المشتركة. بالمقابل عليها الالتزام بمعظم قوانين الإتحاد، من بينها حرية تنقل الأفراد والبضائع، وتساهم أيضاً في الموازنة الأوروبية. من جهة أخرى، لا تستفيد النرويج من حوالي 50 إتفاقية مختلفة تتعلّق بالتبادل الحرّ مع الإتحاد، لكنْ مع كونها عضواً في الجمعية الأوروبية للتبادل الحر، يمكن أن تفاوض حول اتفاقاتها التجارية الخاصة.
ب- الخيار السويسري
سويسرا كالنرويج جزء من الجمعية الأوروبية للتبادل الحر، لكن خلافاً للثانية، استطاعت الأولى التفاوض بشأن اتفاقاتها الثنائية مع الاتحاد الأوروبي. تساهم سويسرا أيضاً في الموازنة الأوروبية وتخضع لشروط التنقل الحر للأفراد والبضائع. بعض صناعاتها، بما فيها تلك المصرفية، يخضع دخولها إلى الاتحاد لقيود عدّة. لكنّ سويسرا حرّة بالتفاوض حول اتفاقات ثنائية مع دول ثالثة.
ج- الخيار الكندي
الاتفاقية الاقتصادية والتجارية الشاملة تنص على رفع التعريفات الجمركية عن العديد من المنتجات، إستيراداً وتصديراً، بين كندا والإتحاد الأوروبي. استغرقت المفاوضات أكثر من سبع سنوات ولم يوقّع الاتفاق بعد. هذا الخيار لن يضع المملكة في موقف قوي: فقط 6% من البضائع تصدّر إلى المملكة، كما أنّ الاتفاقية لا تضمن إزالة التعريفة الجمركية عن الخدمات.
د- خيار منظمة التجارة العالمية
في فترة الانتظار، يشير باروش إلى أنّ على المملكة اللجوء إلى القواعد الأساسية لمنظمة التجارة العالمية، التي تتضمن حواجز جمركية. مهما يكن الاتفاق الذي سيتم التوقيع عليه، هنالك احتمالات مرتفعة في أن تستغل عدّة دول في الإتحاد الفرصة لإضعاف أحد المجالات الإقتصادية التي برعت فيها المملكة.
اللاجئون في كاليه
حذّر وزير الإقتصاد الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن البركزيت سيؤدي إلى عدم فرض البقاء على اللاجئين في كاليه. بالفعل، ينقل باروش أنّ هناك الآلاف من اللاجئين والمهاجرين الذين يجدون أنفسهم محتجزين هناك، منتظرين وصولاً مفترضاً إلى أراضي المملكة.