الدعارة في دمشق علناً





ظاهرة أصبحت معتادة ، ووباء اجتماعي و أخلاقي موجود منذ زمن ولكن لم يعد خفيا على أحد في هذه الأيام تغير المعايير في تصنيفه وإذ أصبح منتشرا ” على عينك ياتاجر” .. دون أن يشعر هذا التاجر بأي حياء أو ذنب حتى !!


لم نكن سابقا نشاهد أصحاب مهنة الدعارة وسلوكياتهم المعروفة وإشاراتهم وغمزهم و غنجهم وجذبهم للزبائن إلى في الأفلام المصرية القديمة ، أما اليوم أصبح المجتمع السوري حاضنة قوية لهؤلاء بل ويجذب المقاهي والفنادق والبارات والمسؤولين و المتسولين من هواة التسكع ورش الأموال.



الغريب بالموضوع أنه وخلال خمس سنوات من الحرب تم تدمير الكثير من البنى المتعددة للمجتمع السوري بالإضافة للوضع المعيشي الأكثر من متدني وفضلا عن ظاهرة النزوح التي شردت الكثيريين نجد أنه وبالرغم من الكوارث المتتالية التي تهبط على السوريين يمكن أن نضع تصنيفين يندرجان ضمن موضوع ظاهرة الدعارة :



الأول وهو القسم الذي امتهن الحرب وكان تاجرا بها يجني الأموال ليرشها على الراقصات و على الوسائد المحرمة ، وننوه أن عدد كبير من المسؤولين يشغلون هذا القسم
أما الثاني وهو من جنت عليه الحرب فجنى على نفسه ، ودفعته الحرب وويلاتها للعبث بحياته وحياة الآخرين فامتهن هذا المجال ليكسب عيشه أو ليجد مأوى أو لينال الحماية من بعض زبائنه.



– ليلة حمراء ” تفك مشنوق عن حبل المشنقة” :

وفي تحقيق صحفي أجري مع بعض الفتيات العاملات في الدعارة مؤخرا، تبدأ الطفلة أو فتاة الدعارة المتمرسة “ن” والتي لم تبلغ الـ /18 عاما/ ، مهمتها بعد منتصف الليل بلباس مثير يجذب رواد هذه الآفة ، وهي معروفة في العاصمة دمشق إذ تقف يوميا بأحد الساحات العامى لتتصيدها أحد سيارات المارة.



“ن” لم تخف حبها لهذه المهنة وقالت أنها تفاصل الزبون على السعر قبل الصعود في سيارته وتضيف أنها الآن لاتذكر عدد الرجال الذين قضت معهم ليال حمراء ، بل وتؤكد أن مايدفعا للاستمرار في ذلك هو مردود شهري عالي، باﻹضافة لأنها وعلى حد تعبيرها “صرت قادرة فك مشنوق من حبل المشنقة”.



– الحرب و زوجها السمسار .. يتاجران بعذرية “س”:

أما “ٍس” وهي طفلة /12 عاما/ تروي حكايتها التي بدأت بعد اعتقال أبيها وقتل أمها عقب دخول “تنظيم داعش” إلى قريتها في دير الزور فهربت إلى بيت خالها في دمشق، فقام خالها بتزويجها لأنه لم يعد قادراً على تحمل مصاريفها، ومن هنا بدأت قصتها حين أجبرها زوجها على العمل بالدعارة بعد 4 شهور من الزواج مستغلاً جمالها ووضعها العائلي، في تفاصيل علاقتها مع زوجها قالت “س” “إنه لم يعاشرها طوال الشهور الأربعة بحجة أنه يريد أن يتريث حتى تنضج، في الوقت الذي كان يقيم مزاداً على “غشاء بكارتها”، فللعذراء سعر أكبر.



– بيوت الدعارة و 100 ألف ليرة مقابل ليلة :

أما عندما تفرض الأزمة شروطها على المجتمع السوري ، تصبح بيوت الدعارة متخصصة وأكثر انتشارا وبعناوين مكشوفة حتى أمنيا ، وهنا تحدث في التقرير شاب أصبح خبيرا وقوادا محترفا في أحد الشقق المشبوهة ويدعى ” ش”.



بدوره تحدث “ش” عن آلية عمل بيوت الدعارة بدمشق وقال: ” ما إن تصل إلى المبنى و تعرف من أنت حتى تستقبلك الجميلات بحفاوة وبعدها تدخل إلى غرفة الجلوس ويتم تقديم المشروبات على أنواعها من الخمور وحتى الشاي والقهوة، وبعدها يتم عرض الفتيات كسلعة أمامك لتختار الأنسب لك” ، مشيرا إلى أن الدفع يتم قبل الدخول الى الغرفة ، وأن الدفع قد يصل إلى /100 ألف ليرة/ في حال يرغب الزبون باصطحاب الفتاة إلى حيث يريد .



و يعترف “ش” أن مايميز هذه الشقق هو تبديل الفتيات بشكل دائم وتوافر الكثيرات ممن يرغبن العمل معه وخاصة من الاحياء الشعبية التي تمتلئ بالمهجرين.



– أحياء المهجرين تقدم الدعارة مقابل رصيد أو سقف :

لم يعد يخف على أحد ماخلقته أزمة المهجرين والأحياء الشعبية المكتظة من مشكلات اجتماعية كبيرة فكما أصبحنا نسمع الكثير من القصص المرعبة عن مراكز الإيواء ، لم تخجل الكثير من هذه الأحياء من تقديم “فن الدعارة” كمصدر رزق ومصدر تفريغ نفسي للأزمة ..
الآنسة “ص” والتي تقدم خدماتها و جسدها لأي عابر يمر أمام مكان إقامتها وهو إحدى الحدائق العامة بعد أن نزحت عائلتها من شارع الثلاثين جنوبي دمشق، تقول أنها مستعدة لتقديم أي شيء وفي أي مكان سواء كان إحدى الأزقة أو ضمن خيمة، فقط لتحصل على نقود أو رصيد لجوالها أو الإقامة لليلة في منزل.
والجدير ذكره أن حالة ” ص” هي الأكثر انتشارا وفي حال لم يتم تداركها و التحقيق بتبعاتها سوف تغرق العاصمة دمشق بالمشاهد الفاسدة والغير أخلاقية ليلا نهارا.



– دعارة الفيس بوك و الواتس آب :

من منا لم يعد يستخدم الفيس بوك ، وبالأحرى نادرا ماتصادف مواطن سوري لم يعد يستخدم الفيس بوك أو الواتس آب ، والذي خلق بدوره مجالا مبكرا للدعارة والتسويق لهذا المنتج الغير أخلاقي .



نوع أخر من الدعارة في دمشق خصوصا وسورية عموما يتضمن طلبات للزواج من نازحات على شكل دعارة سرية ومواعيد غرامية تعدتها الى خارج سوريا حيث يطلب من النازحات السوريات ليلة ماجنة مقابل مبلغ يتراوح بين 10 دولارات و100 دولار.. هذه الطلبات يقوم بتأمينها في بعض الأحيان (قوّاد) يقوم بتأمين السفر وإيصال “البضاعة” على حسب تعبيرهم إلى الزبون أينما كان.



ويقوم هذا القواد بالبحث في البروفايلات الشخصية والمجموعات ويظهر بالبداية نوايا حسنة قبل ان تقع “السمكة” في السنارة ..
الدعارة الالكترونية … هي المهنة الأسهل والأكثر ربحا بحسب ممتهنيها ، وهي الأخطر على المجتمع السوري اليوم لعدم القدرة على ضبط شبكاتها و لدخول الانترنت الى كل بيت سوري وخاصة البيوت التي تعاني من مشكلات محيطة وتفتت داخلي .



علما أن هذا الفن هو ذاته تستخدمه شبكات متخصصة لتجنيد النساء مع تنظيم داعش ، أو لجذب الشباب بعد تقيد المغريات التي تشعل غرائزهم و تملئ جيوبهم بالنقود في ظل خمسة أعوام من الحرب التي أصبحت تحلل وتحرم وتفرض شروطها على السوريين .